رومان ستورم: حرب الخصوصية

رومان ستورم وحرب الخصوصية
عندما يصبح الكود ممنوعًا
في الساعة السادسة صباحًا في 23 أغسطس 2023، داهمت فرق تابعة للحكومة الأمريكية منزلًا هادئًا في أوبيرن بواشنطن. الهدف؟ رومن ستورم، يرتدي ملابس النوم ويحمل طفلته البالغة ثلاث سنوات التي كانت تصرخ. جريمة اتُهم بها؟ كتابة برنامج بلوكشين يحمي الخصوصية يُدعى تورنادو كاش.
كأحد المحللين المتخصصين في الأنظمة اللامركزية منذ عقد من الزمن، أجد السخرية الداكنة واضحة: أمريكا—أرض الرائدات التشفير مثل فيل زيميرمان (مطور PGP)—الآن تقاضي المطوّرين لبناء أدوات رياضيات تعزز الخصوصية المالية.
الجذور السوفيتية لنكبة أمريكية
بدأت رحلة ستورم من أراضٍ شاحبة بعد الاتحاد السوفيتي في تشيليبينسك، حيث قدم والداه كل ما يستطيعان لشراء جهاز حاسوب لمولع بالتكنولوجيا. أصبح ذلك الجهاز بطاقة دخوله من الركود الشيوعي إلى صحراء سيليكون—حتى اصطدم حلمه الأمريكي بدولة المراقبة التابعة لأميركا.
البراعة التقنية خلف تورنادو كاش تكمن في استخدامها المذهل لإثباتات الصفر المعرفة — سحر رياضياتي يثبت المعاملات دون الكشف عن التفاصيل. فكر كما لو أثبتت أنك فوق 21 عامًا دون إظهار هويتك. لكن المحامين الحكوميين يسمون هذا الهيكل “ conspiration جريمة”.
مشكلة لازاروس بقيمة 450 مليون دولار
تعتمد القضية الحكومية على استعمال كوري الشمالية للمال المسروق عبر تورنادو كاش. لكن الحجة تسقط عند الفحص التقني:
- تصميم غير مركزي: على عكس البنوك أو الأدوات المختلطة، لا يتلامس تورنادو مع الأموال المستخدمة—الأكواد الذكية تقوم بكل شيء.
- لا يمكن التعديل: بمجرد نشر النظام، لم يكن بإمكان ستورم تعديل أو冻结 المعاملات (وهذا هو جوهر اللامركزية).
- نية العمل: القانون الجنائي يتطلب إثبات نوايا متعمدة — وليس مجرد عدم قدرة على منع الاستخدام السيئ من قبل طرف ثالث.
المثل المرعب: لو كان مطورو بروتوكولات TCP/IP مسؤولين عن كل الجرائم الإلكترونية التي تم تنفيذها عبر الإنترنت، لسجننا فنتسيرف منذ عقود.
لماذا هذه المحاكمة أهم من سعر البيتكوين؟
تجمع المجتمع البيتكوين حول ستورم لأنه جميعنا ندرك ما هو على المحك:
- دافع فاليتك بوترِين بيتكوين
- مؤسسة إيثيريوم وافقت على تقديم 500 ألف دولار للدفاع القانوني
- شركة بارادايم قدمت بيانًا دوليًا تحذر من “محاسبة التكنولوجيا المحايدة”
المعركة الحقيقية ليست حول مطوّر واحد — بل حول ما إذا كان الابتكار بدون إذن قادر على البقاء أمام الهيمنة التنظيمية. كما أخبر زبائني في لندن دائمًا: الخصوصية المالية ليست فقط للمجرمين؛ إنها ما يفصل المجتمعات الحرة عن دول المراقبة.
يوم الدينونة القادم
عندما يواجه ستورم المحاكمة هذا يوليو، سيقرر اثنان عشر قاضٍ هل كتابة الكود تعني التآمر الجنائي. حكمهم لن يحدد فقط مصير أحد الرجال — بل سيجيب عن سؤال أكبر: هل تتبقى الخصوصية حقًّا بشريًّا أم أصبحت هبةً يمكن للحكومة إعطاؤها أو سحبها في العصر الرقمي؟
BlockSeerMAX
التعليق الشائع (1)

الكود حرام؟
ياعم، رومان ستورم كتب برمجية تحمي الخصوصية… ودخلت الحكومة عليه كأنه متهم في مسلسل عربي! 😂
بدي أقول: إذا كان كل من يكتب TCP/IP يُحاكم، فنَفِّسوا على فونتيسير! 🚨
أنا بس أقول: الخصوصية ليست جريمة، بل هي حق… مثل الشاي في الصباح عندنا في السعودية!
إذا سألتك: هل تحب أن تُراقبك الدولة كل دقيقة؟ خلينا نتحداها معًا!
#رومان_ستورم #خصوصية_العملات #الكود_ليس_جريمة — ما رأيك؟ اكتب بالتعليقات! 👇